أجرى الدكتور فريبرز باقري اختصاصي جراحة المسالك البولية والتنظيرية ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى دبي، خلال الشهر الجاري أربع عمليات معقدة لمواطنين ومقيمين رفضت عدة مستشفيات في القطاع الخاص إجراءها لهم بسبب صعوبة تلك الحالات، وما قد يترتب عليها من مضاعفات، أهمها إزالة حصوة بحجم 6 سنتمترات من كلية مريض عمره 58 سنة ووزنه 155 كيلوغراماً.
وقال الدكتور فريبرز في لقاء خاص مع «البيان»، إن العملية الأولى أجريت لمريض عمره 58 سنة ويبلغ وزنه 155 كيلوغراماً ولديه حصوة في الكلية وصل حجمها إلى 6 سنتمترات أي بمعنى أنها عملت انسداداً كلياً للمريض، وقال إن المريض عاش على الأدوية لمدة أربع سنوات بسبب رفض المستشفيات الخاصة إجراء العملية له بسبب الوزن الزائد، وطلب منه لإجراء العملية تخفيض وزنه إلى 100 كيلوغرام .
وأضاف، تم إجراء العملية للمريض وتم تفتيت وسحب الحصوة من خلال المنظار أي بثقب لا يتعدى حجمه سنتمترا واحدا وتم شفط الحصى بعد تفتيتها بنسبة 100%، لافتا إلى أن العملية شكلت تحديا كبيرا للفريق الطبي بسبب وزن المريض ولكن العملية تكللت بنجاح وخرج المريض من المستشفى بعد ثلاثة أيام دون أي مضاعفات أو أعراض جانبية .
وأشار الدكتور فريبرز إلى أن عملية تكون الحصى في الكلية تزيد نسبتها في المناطق الحارة وقد يتم تشخيصها أو اكتشافها مبكرا، ولكن معظم المرضى يرفضون إجراء العملية لعدم ظهور الألم ، مؤكدا ان عملية تفتيت حصى الكلى باتت من أسهل العمليات للمرضى العاديين وتتم إما من خلال الجراحة أو التفتيت أو المنظار وهو الأفضل، لأنه يتم إجراء فتحات صغيرة ويخرج المريض في اليوم الثاني او الثالث وأحيانا في نفس اليوم، وبإمكانه العودة إلى عمله دون توقف أو انقطاع كما يحدث في الجراحة .
سرطان الكلية
وأضاف الدكتور فريبرز إن العملية الثانية التي قام بإجرائها كانت لعربي مقيم في الإمارات منذ فترة ولديه مرض سرطان في الكلية وصل حجمه إلى 15 سنتمترا، وتم استئصال الورم بالكامل، لافتا إلى أن العملية استغرقت خمس ساعات بسبب كبر حجم الورم. وشدد الدكتور فريبرز على ضرورة إجراء الفحوصات الدورية ليس للمرضى وإنما للناس العاديين أيضا، لأن الاكتشاف المبكر لأي مرض يسهل ويساعد في عملية العلاج وسرعة الشفاء . وقال للأسف الناس في الدولة يتجنبون او يخافون حتى من مراجعة الطبيب، ولكن عند تطور المرض وتدهور الحالة وتفاقم الأعراض والمضاعفات يهرعون لأقرب مستشفى، وهذا عكس ما يحدث في الدول الأوروبية .
هبوط الأعضاء الحوضية
وقال العملية الثالثة كانت لمريضة تبلغ من العمر 30 سنة ولديها هبوط كامل في الأعضاء الحوضية، مما كان يهدد حياتها ويسبب لها مشاكل مؤلمة ومزعجة، وقد تم إعادة وتثبيت الأعضاء الحوضية في أماكنها، وبات بإمكان المريضة الآن أن تتزوج وتنجب الأطفال ، لافتا إلى ان حياتها الآن تغيرت بالكامل واستعادت الثقة بنفسها وتمارس حياتها الطبيعية، علما أنها لجأت إلى أكثر من مستشفى في القطاع الخاص، وبعضهم نصحها بالذهاب للخارج لإجراء العملية، لأنها معقدة وتحتاج إلى خبرات ومهارات عالية. وقال ان التقنيات والإمكانيات والخبرات التي يمكلها قسم المسالك البولية في مستشفى دبي أفضل بكثير من تلك المتوفرة في المراكز والمستشفيات الأوروبية، بشهادات الأطباء الزائرين الذين تستقطبهم الهيئة لا، بل إن بعضهم يجد الفرصة الجيدة للتدرب على الأجهزة الموجودة في مستشفياتنا.
من فتحة السرة
وقال الدكتور فريبرز إنه قام أيضا بإجراء أول عملية من نوعها ربما على مستوى المنطقة وكانت لفتاة تبلغ 23 سنة، تمثلت باستئصال كلية عاطلة من خلال فتحة السرة باستخدام التنظير، وهي من العمليات النادرة والمعقدة، وتم إجراؤها باستخدام تقنيات متطورة استغرقت ساعتين تحت التخدير الكامل، وخرجت المريضة من المستشفى في اليوم الثاني دون أية مضاعفات أو أعراض جانبية.
وأوضح الدكتور فريبرز أن هذا النوع من العمليات ما زال يجرى على نطاق ضيق في معظم دول العالم، لافتا إلى أنه سيقوم بتقديم محاضرة وشرح كامل للعملية في مؤتمر المسالك البولية الذي سيعقد في النمسا في مارس المقبل، بناء على دعوة تلقاها من المؤتمر.
وأشار إلى أن العملية تمت من خلال إدخال جهاز منظار متطور جدا من فتحة السرة، حيث تم فصل الكلية المعطلة ووضعها في كيس داخل البطن، ومن ثم تم تقطيع الكلية إلى قطع صغيرة وتم سحبها من خلال فتحة السرة دون الحاجة لشق البطن، كما كان يحدث في العمليات التقليدية، أو حتى لإجراء فتحة صغيرة في البطن لإدخال المنظار.
وأوضح الدكتور فريبرز الذي قام بإجراء أكثر من 1000 عملية جراحة تنظيرية في أوروبا قبل انضمامه لهيئة الصحة في دبي، إن جراحة المناظير شهدت تطوراً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، لافتا إلى أن الجراحة التنظيرية تجرى عادة عبر إجراء فتحات (3 – 5) لا يزيد حجم الواحدة على سنتمتر واحد وفي العام 2007 بدأت تتم عن طريق إجراء فتحة واحدة فقط. وأدخلت بعدها عمليات استئصال الأورام السرطانية الكلوية وبعض الآفات الأخرى عن طريق السرة، وهذه العملية لا يقوم بها الا عدد قليل جدا من الأطباء على مستوى العالم، لأنها ما زالت في بداياتها ولم تعمم بعد لأسباب ترتبط بنقص الخبرة لدى الجراحين في مثل هذا النوع من العمليات والافتقار للتقنيات الحديثة.
Source:https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2011-12-17-1.1556217