أجرى الدكتور فريبرز باقري اختصاصي جراحة المسالك البولية والتنظيرية ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى دبي أول عملية من نوعها على مستوى الدولة لفتاة تبلغ من العمر 23 عاما تمثلت باستئصال كلية عاطلة من خلال فتحة السرة باستخدام التنظير، وهي من العمليات النادرة والمعقدة.
وقال ان العملية التي تم إجراؤها باستخدام تقنيات متطورة استغرقت ساعتين تحت التخدير الكامل وخرجت المريضة من المستشفى في اليوم الثاني دون أية مضاعفات أو أعراض جانبية.
وقال الدكتور فريبرز في تصريح خاص لـ (البيان) ان هذا النوع من العمليات ما زال يجرى على نطاق ضيق في معظم دول العالم، لافتا إلى انه سيقوم بتقديم محاضرة وشرح كامل للعملية في مؤتمر المسالك البولية الذي سيعقد في النمسا في مارس المقبل بناء على دعوة تلقاها من المؤتمر.
الجراحة التنظيرية
وأشار إلى أن العملية تمت من خلال إدخال جهاز منظار متطور جدا من فتحة السرة حيث تم فصل الكلية المعطلة ووضعها في كيس داخل البطن ومن ثم تم تقطيع الكلية إلى قطع صغيرة وتم سحبها من خلال فتحة السرة دون الحاجة لشق البطن كما كان يحدث في العمليات التقليدية أو حتى لإجراء فتحة صغيرة في البطن لإدخال المنظار.
وأوضح الدكتور فريبرز الذي قام بإجراء أكثر من 1000 عملية جراحة تنظيرية في أوروبا قبل انضمامه لهيئة الصحة في دبي أن جراحة المناظير شهدت تطوراً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، لافتا إلى أن الجراحة التنظيرية تجرى عادة عبر إجراء فتحات (3 – 5) لا يزيد حجم الواحدة على سنتمتر واحد وفي العام 2007 بدأت تتم عن طريق إجراء فتحة واحدة فقط. وادخلت بعدها عمليات استئصال الأورام السرطانية الكلوية وبعض الآفات الأخرى عن طريق السرة، وهذه العملية لا يقوم بها الا عدد قليل جدا من الأطباء على مستوى العالم لأنها ما زالت في بداياتها ولم تعمم بعد لأسباب ترتبط بنقص الخبرة لدى الجراحين في مثل هذا النوع من العمليات والافتقار للتقنيات الحديثة.
حالات يمكن إجراؤها بالجراحة التنظيرية
وقال ان الجراحة التنظيرية شقت طريقها بقوة الان وأصبح العديد من العلميات مثل ازالة الحصى وسرطان الكلية ودوالي الخصية وورم البروستاتا وغيرها تتم عبرها، في الماضي كان من الصعب على المريض أن يتقبل مثل هذه الجراحات لأن الإنسان عادة عدو ما يجهل ولم يكن ذلك مقتصراً على المريض بل على الكثير من الجراحين وبخاصة الجراحين كبار السن لم يتقبلوها نظراً لان ذلك يحتم عليهم تعلم هذه التقنية والإلمام بها قبل البدء في هذه العمليات ولكن اليوم ومع زيادة الوعي الصحي وعندما عرف المريض ايجابيات هذه العمليات أصبح يطلبها بل يصر عليها بدلاً من العمليات التقليدية، وأذكر أنه وفى الثمانينات كانت حقبة مشهودة حيث تم فيها إجراء أول عملية لاستئصال المرارة بالمنظار في فرنسا وكان هذا الحدث يشبه نزول أول إنسان على سطح القمر ولم يتصور احد أن يتمكن الطب من إجراء مثل هذه العمليات بواسطة ثقوب صغيرة لا تتجاوز سنتيمترا واحدا، كما ان لعمليات المناظير الكثير من الايجابيات للمريض والمجتمع والمستشفى أيضا فالمريض أولا لا يعاني من الألم بعد هذه العمليات كما يحدث في العمليات التقليدية ويستطيع الأكل والشرب في نفس يوم العملية، وبالنسبة للمجتمع فان المريض يعود إلى عمله خلال مدة وجيزة في حين لا يستطيع ذلك بعد العمليات التقليدية، أما المستشفى فان فترة بقاء المريض فيها لا تتجاوز يوما أو يومين وبالتالي تستطيع تقديم خدمات اكثر لعدد اكبر من المرضى.
عمليات نادرة
وأوضح انه قام بإجراء عدد من العمليات النادرة الأخرى ومنها عملية سحب حصى من كلية شاب يبلغ من العمر 15 عاما رفضت بعض المستشفيات إجراؤها بسبب امتلاء الكلى بالحصى في حين طلب مستشفى آخر من أهل المريض مبلغا كبيرا لإجراء العملية وتم تفتيت الحصى وسحبها من الكلية الأولى وسيتم إرجاء العملية الثانية بعد شهر للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات جانبية للمريض، مضيفا بأنه تم إجراء عملية أخرى لمريضة عانت من هبوط المثانة البولية وظهورها من فوهة المهبل وتكللت العملية بالنجاح لتعود لها الحياة من جديد بعد معاناة استمرت لأشهر عدة، مشيرا إلى أن حوالي 30٪ من النساء ممن تجاوزن 40 عاما يعانين من هذه المشكلة.
وقال: إن الكثير من السيدات في الدولة يعانين من مشكلة السلس البولي وتنتشر بكثرة بين السيدات العربيات بشكل خاص بسبب الحمل والولادة المتكررة، حيث ان نسبة كبيرة من النساء تراجع الطبيب فى وقت متأخر عندما تتقدم الحالة بسبب الحرج و الحياء، وهو شيء يجب أن لا يحدث لان التعامل مع أي مرض في مراحله الأولى يكون أسهل منه في مراحله المتأخرة. وأشار إلى أن أمراض المسالك البولية منتشرة بكثرة في دولة الإمارات لأسباب تتعلق بالعيوب الخلقية والحصى والسرطان والالتهابات وعقم الرجال والسلس البولي عند النساء بسبب الولادات المتكررة .
Source:https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2011-01-25-1.1003060